ففي الليلة الثالثة من البرنامج الخاص «ليالي السينما، رواية»، والذي أُقيم يوم الأربعاء الماضي الثاني من مهر/ 24سبتمبر، عُرضت النسخة المُرمّمة من فيلم «هيوا»، من إنتاج مؤسسة فارابي السينمائية وذلك بحضور عدد من الفنانين، منهم: حسين طلابيگي، حميد زركرنزاد، مهاجر توحيدپرست، دانش اقباشاوي، أتابك نادري، أميرحسين شريفي، جلال غفاري، جهانبخش سلطاني، محمدعلي باشهآهنكر، علي غفاري، محسن عليأكبري، إبراهيم أصغري، إضافة إلى عوائل الشهداء الكرام، وذلك في قاعة متحف السينما.
وفي هذا الحفل، الذي قدّمته الإعلامية مژده لواسانی، تم تكريم الفنانين البارزين فرهاد قائمیان، جمال شورجه، وعائلة الراحل رسول ملاقليبور، عبر منحهم «وسام رسول» تقديراً لسنوات عطائهم ودورهم في رفع مكانة سينما الدفاع المقدّس.
«الروايات التي خرجت من قلب رسول ملاقليبور»في بداية الحفل، ألقت فاطمة محمدي، المديرة التنفيذية لمتحف السينما، كلمةً رحّبت فيها بالحضور، وقالت:«أفتخر بأن نكون في متحف السينما مضيفين لهذه الدورة من البرنامج، حيث نُكرّم عائلة رسول ملاقليبور على جهوده الكبيرة، لاسيما في مجال سينما الدفاع المقدّس والسينما القِيَميّة في إيران».
وأضافت: «كل من عمل في هذا المجال لديه روايات لم تُحكَ عن ملاقليبور. ورغم مرور الزمن، يبقى الحديث عنه متجدداً، ويجب أن نُقدّر هؤلاء العظماء ما داموا بيننا».
وأكّدت على أهمية عنصر السرد في أعمال ملاقليبور، مشيرةً إلى أن ما نراه اليوم في سينما الدفاع المقدّس، ليس مقتصراً على حرب السنوات الثماني فحسب، بل يمتد إلى كل أشكال الدفاع عن الوطن عبر التاريخ، وهو ما أسّسه ملاقليبور في سينماه، داعيةً إلى دراسات أكاديمية وبحثية أعمق حول هذا البعد.
«أجيال ستحتاج كي تُدرك قيمة رسول ملاقليبور»بدوره، قال جلال غفاري قدير، أمين مهرجان المقاومة السينمائي: «كل إنجازات السينما الإيرانية العظيمة مستندة إلى سينما الدفاع المقدّس التي أسسها رسول ملاقليبور وتلامذته».
وأشار إلى أن لجنة السياسات العليا للمهرجان قرّرت تسمية جائزة سينما الدفاع المقدّس باسم رسول ملاقليبور، مؤكداً أن تكريم روّاد هذا التيار واجب وطني وثقافي، وأن الدفاع المقدّس هو «أكثر الأنواع السينمائية أصالةً في إيران».
كما أعلن عن مساعٍ لاعتماد تخصّص دكتوراه في «سينما الدفاع المقدّس» في الجامعات الإيرانية.
«صناعة الأفلام عن الحرب ليست مهنة بل تكليف»
أما المخرج محمدعلي باشهآهنكر فأكد أنّ صناعة أفلام الحرب كانت وما زالت مهمة صعبة، لكنها واجب أخلاقي وليست مجرد وظيفة، محذراً من خطورة تقليد الأفلام الأجنبية أو تقديم صور قديمة وغير مواكبة للواقع.
وروى تجربته في إنجاز فيلمه «سرّ به زير آب»(الرأس تحت الماء) عن شهداء الزرادشتيين، وكيف تعرّض للتأخير والمنع، مبيّناً أن جميع الأديان والقوميات قدّمت شهداء للوطن، وأن السينما يجب أن تُنصفهم وتنقل رواياتهم للأجيال.
جمال شورجه: «أنا من جرحى حرب التبيين»
خلال تكريمه، قال المخرج المخضرم جمال شورجه: «أبارك لأبناء الوطن أسبوع الدفاع المقدس. هذه المناسبة لا تُنسى، لأنها حيّة ما دام أبطالها بيننا».
وأضاف: «كما وصف قائد الثورة، أنا أيضاً من جرحى حرب التبيين. عملت إلى جانب رسول ملاقليبور في (طيران في الظلام)، وكان العمل معه صعباً لكنه مليء بالقيمة والتجربة».
فرهاد قائمیان: «رسول ملاقليبور باقٍ معنا»من جهته، قال الممثل فرهاد قائمیان: «تشرفت بالعمل مع الراحل ملاقليبور في ثلاث أفلام، وكانت أفضل محطات مسيرتي الفنية.
لم يغادرنا رسول، فهو حاضر في حياتي كل يوم».وتساءل: «لماذا لم تعد لدينا سينما دفاع مقدّس حقيقية؟ شبابنا بحاجة إلى هذا التراث الغني. واجبنا أن ننقل رسالته إلى الأجيال المقبلة».
«ليت هذه الجائزة مُنحت له في حياته»
وفي ختام التكريم، اعتلت ابنة رسول ملاقليبور المسرح، شاكرةً الحضور، لكنها عبّرت عن أسفها قائلة: «ليت والدي حظي بمثل هذا التكريم في حياته. لقد عانى كثيراً بسبب منع وعرض أفلامه، ونحن كعائلة تحملنا آلام ذلك.
اليوم، أخي لم يتمكن منذ خمس سنوات من إنجاز أي عمل رغم موهبته والتزامه الديني».
وختمت بالقول: «آمل أن تكون هذه الخطوة بداية تغيير حقيقي في مسار السينما الإيرانية، كي لا تبقى جهود أمثال والدي حسرة».وفي نهاية الحفل، قُدّم وسام رسول من قبل أمين المهرجان الدولي لأفلام المقاومة إلى فاطمة محمدي، مديرة متحف السينما الإيراني.
يُذكر أن البرنامج الخاص «ليالي السينما، رواية» يُقام بتنظيم متحف السينما الإيراني وأمانة مهرجان أفلام المقاومة الدولي، وبالتعاون مع مؤسسة روايت فتح الثقافية، جمعية سينما الثورة والدفاع المقدّس، والأرشيف الوطني للأفلام، من 31 شهريور حتى 3 مهر/ 22 الى 25 سبتمبر، يومياً عند الساعة 18:30 في قاعة «سينماتوغراف» بمتحف السينما، والدخول متاح لعامة الجمهور.