وخلال حديثها، قالت نعلبنديان: «برأيي، كتابة السيناريو وعملية تطويره مسار يتجه نحو العالمية، وهو دائم الاكتمال. وبما أنّ هذه العملية ذات طابع عالمي، فهي تختلف من بلد إلى آخر».
وأضافت أنها تشعر بمتعة كبيرة عند الحديث أمام الجمهور الإيراني، مؤكدة حبها للسينما الإيرانية وطرق صانعيها في الإخراج، لما تمتلكه من مخرجين تألقوا عالميًا.
وكشفت أنها تتعاون حاليًا مع مخرج من أوزبكستان لإنتاج فيلم حول تامارا پتروسيان. وتحدثت عن نماذج الإنتاج المشترك موضحة أن هناك نوعين: إنتاج خارجي يتم مع دولة أخرى، وإنتاج داخلي يتم مع شركات داخل البلد نفسه.
وأشارت إلى أن كاتب السيناريو، حين يعمل مع شركة إنتاج، قد يواجه اختلافًا في الأهداف بينه وبين المخرج أو المنتج، وهنا يجب أن يتحلى بالمرونة ويحترم هذه الاختلافات. وبيّنت أن الخطوة الأولى في أي إنتاج مشترك هي البحث والدراسة، لفهم وجهات نظر البلد الشريك.
أما الخطوة التالية فهي اختيار المكان أو الموضوع، بشرط أن يحمل فكرة ذات بُعد عالمي. كما شددت على أهمية الاستعانة بـ خبراء محليين قادرين على قراءة الرموز الثقافية وتحويلها إلى قصة قابلة للسرد. وأضافت: «قد تكون لدينا أفكار عديدة، لكن علينا أن نحسن اختيار الأنسب منها وتنظيمها بالشكل الصحيح، حتى نتمكن من احترام ثقافة الطرف الآخر».
وأكدت أن المقابلات الشخصية والحوار مع أهل المعرفة عنصر مهم، ليس لجمع المعلومات فقط، بل لاكتشاف العواطف والمشاعر الإنسانية الكامنة في اللاوعي، وهو ما يحتاجه كاتب السيناريو.وأشارت نعلبنديان إلى أن المخرجين والفنانين بحاجة إلى لغة مشتركة، قائلة: «على كاتب السيناريو أن يمتلك هذه اللغة المشتركة لنقل المعنى الحقيقي لهدفه، وعندما يلجأ المنتج إلى كاتب أجنبي فهو يسعى للوصول إلى وجهة نظر مشتركة».
وأعربت عن إعجابها الكبير بالسينما الإيرانية التي وصفتها بأنها «في قمة السينما العالمية»، مؤكدة رغبتها في التعاون مع المخرجين الإيرانيين والتواصل مع أساتذة الجامعات الفنية والسينمائية.
وكشفت أنها تعرّفت على السينما الإيرانية قبل عشر سنوات من خلال مهرجان «المشمش الذهبي»، حيث عرضت أفلام إيرانية هناك، معتبرة أن من أبرزها فيلم «البقرة» لداريوش مهرجوي، واصفة إياه بأنه ذو سيناريو قوي وبنية محكمة تذكّرها بالكلاسيكيات الروسية.
وأضافت: «قد لا يكون المحور الأساسي لمثل هذه الأفلام مهمًا جدًا، لكن قدرة المخرج على صياغته تمنحه أبعادًا عالمية، وهذا ما تحقق في (البقرة) الذي يعدّ قراءة قريبة من فلسفة الأخلاق».
وختمت حديثها بالتأكيد على أن القصة والبنية هما الأساس في السينما الحديثة، مشيرة إلى أنها بدأت مشوارها السينمائي من خلال الأفلام الوثائقية التي تتطلب بحثًا أصعب بكثير من الأفلام الروائية، إذ تسعى في الوثائقي إلى عرض الحقيقة على الشاشة، بينما في الأفلام الروائية يمكن إضافة عناصر جديدة تمنحها أفقًا أوسع.