وبحسب تقرير الموقع الإخباري لمتحف السينما في إيران، فقد أُقيمت الندوة المتخصصة «المصمّمون الدوليون في إيران» بعد ظهر يوم السبت 24 آبان 1404، في قاعة فردوس بمتحف السينما الإيرانية، بحضور كلّ من أمير جليلي (معماري ومدرّس جامعي)، عبدالرضا محسني (معماري ومدرّس جامعي)، متين ميرگذر (معماري ومدرّس جامعي)، هادي آفريده (مخرج الفيلم الوثائقي)، وكلمرمينا خطيبي (مدرّسة جامعية)، بينما تولّى إدارة الجلسة أميرمسعود أنوشفر، المتخصص في التخطيط الحضري.
استُهلّت الندوة بعرض الفيلم الوثائقي «هولاین في إيران»، من بحث وإخراج هادي آفريده، والذي يتناول خصائص التصميم والعمارة لدى هانس هولاین في متحف آبكینه والخزف الإيراني.

ثم تحدّثت كلمَر مينا خطيبي، وهي مُدرِّسة جامعية، عن بُعد الاستشراف لدى المعماري هانس هولاین، مشيرة إلى أحد مشاريعه. وقالت إن هولاین، قبل اختراع الهاتف المحمول والكمبيوتر والحاسوب المحمول، ابتكر أسطوانة هوائية يجلس داخلها مستخدماً أداة تشبه الهاتف، ويرسم على لوح تصميم بطريقة تُذكّر بمفهوم «مكتب العمل المنزلي» المعاصر، ما يدل على أفكاره المتقدمة في ذلك الوقت.
وفي الجزء التالي من الجلسة التخصصية بعنوان «المصممون العالميون في إيران»، قدّم متين ميركذر، وهو معماري ومدرّس جامعي، مداخلة قصيرة عرض فيها مقترحاً علمياً يشرح أعمال المعمار البريطانية جين درو في إيران قبل الثورة الإسلامية. وتناول كيفية دعوتها إلى إيران، موضحاً أنه عندما جرى الاطلاع على مشاريعها المتعلقة بالإسكان منخفض التكلفة، برزت فكرة الاستفادة من تجربتها لتنفيذ نماذج مشابهة في إيران لصالح مساكن العمّال وذوي الدخل المحدود المرتبطين بشركة النفط.

واضاف: من وجهة نظري، قدّم هولاین عملاً كبيراً لنا. وأقول هذا بصفتي معماريّاً داخلياً؛ فمتحف آبكینه يُعدّ واحداً من أعظم أعمال العمارة الداخلية في إيران والعالم. سنرى آبكینه مرّة أخرى، ومن خلال الأسئلة التي تُطرح علينا سنواصل التعلّم، لذلك أعتقد أن آبكینه عمل غير مكتمل، أو بالأحرى، عمَل لا ينتهي.
كما وصف المعماري أمير جليلي هانس هولاین بأنه معماري ما بعد الحداثة، موضحاً: في فترة الحداثة كان هناك أشخاص لا يلتزمون بأي قواعد، وربما أبرزهم لويس كان، الذي جاء إلى إيران وقدم استشارات معماريّة.
وأضاف: أمثال كان يتحولون في مرحلة ما بعد الحداثة إلى معماريين مثل هانس هولاین؛ أشخاص كانوا يذهبون إلى أي مكان في العالم ويصمّمون بناءً على السياق الثقافي لذلك المكان. فالمعمارية السياقية تكمن أهميتها في أنها تقدم تصميماً متوافقاً مع خلفية كل موقع وظروفه، وقد يكون المناخ أقلّ عناصر هذا السياق أهمية. أما العناصر الثقافية مثل العادات والتقاليد وذائقة الجماعات المختلفة، فبإمكانها التأثير العميق في تصميم السياق. ليتنا نستطيع دراسة طهران، لا أن نكتفي برؤيتها فقط.
وتحدث هادي آفريده، المُخرج الوثائقي، في ختام الفعالية عن أهمية التوثيق، قائلاً: لديّ رجاء لكل الباحثين والمعماريين والكتّاب والمصممين: إذا كنتم تعتزمون هدم مبنى صغير وإعادة بنائه لو لم يكن ذا قيمة تاريخية فاحرصوا على إجراء توثيق مهني لهذه العملية. فمثل هذه المواد يمكن لاحقاً أن تساهم في قراءات جديدة حول العمارة والتصميم والمدينة.