المؤتمر الصحفي لمهرجان فجر السينمائي الدولي

المؤتمر الصحفي لمهرجان فجر السينمائي الدولي

عُقد صباح اليوم السبت، الأول من آذر 1404(المصادف 22 نوفمبر)، المؤتمر الصحفي للدورة الثالثة والأربعين من مهرجان فجر السينمائي الدولي بحضور روح‌الله حسيني، أمين المهرجان، وذلك في متحف السينما.

وذكر موقع متحف السينما الإيراني أنّ المؤتمر الصحفي شارك فيه عدد من ممثلي وسائل الإعلام، حيث رحّبت زينب كاظم‌خواه، مديرة العلاقات العامة للمهرجان، بالحضور في مستهل اللقاء، مشيرةً إلى أنّ المهرجان، بعد ست دورات من انعقاده بشكل مستقل، يستعيد هذا العام استقلاله من جديد. وأضافت أنّ عددًا كبيرًا من الأفلام قد سُجِّل للمشاركة، تمّ اختيار عدد منها للأقسام المختلفة.

من جهته، قال روح‌الله حسيني، أمين الدورة الثالثة والأربعين، إنّ الإعلام يُعدّ جزءًا أساسياً من السينما، وله دور محوري في تشكيل النظرة العامة إليها وصياغة الذاكرة الجماعية.

وأوضح أنّ زوايا رؤية الأعمال، والتجربة الفردية في مشاهدة الأفلام، وتعلّم السينما، بل وحتى مقارنتها، كلها تتأثر بالإعلام، مؤكداً أنه يعتبر الإعلام شريكًا طويل الأمد للسينما لا رفيقًا لحظيًا.وأعرب حسيني عن أمله في أن تكون الانتقادات المطروحة من قِبل الإعلاميين بناءة، وأن تساهم في تطوير المسار الجديد الذي بدأه المهرجان.

وأشار حسيني إلى أقسام المهرجان قائلاً: «في الدعوة التي نُشرت في شهر شهريور، أعلنّا عن أربعة أقسام تنافسية هي: المسابقة الدولية، جلوه‌گاه شرق، چشم‌انداز، وقسم الزيتون المكسور. إضافة إلى ذلك، تمّ إدراج ثلاثة أقسام غير تنافسية هي: الأفلام المُرمَّمة والشاعرية في السينما الإيرانية، استعراض السينما التركية، ومهرجان المهرجانات.»

كاظم‌خواه قالت إنّ «أكثر من 700 فيلم وصل إلى المهرجان، وسيتم اختيار نحو 52 منها للعرض».

وتناول حسيني الحديث عن قسم «الزيتون المكسور» موضحًا: «هذا القسم مُدرج في برنامج المهرجان الدولي، ويُعنى بنوع من السينما نطلق عليه سينما المقاومة والسلام والصمود.

عادةً تتناول الأفلام المشاركة قضايا فلسطين ولبنان أو الحرب الإيرانية التي استمرت 12 يومًا. وفي هذه الدورة خصصنا قسم الفيديو والصور للحرب الممتدة 12 يومًا، ولا سيما حرب غزة، وسيُعرض هذا القسم في شيراز».

من جانبها أوضحت كاظم‌خواه: «في قسم المسابقة الدولية ستُعرض 16 فيلمًا من 21 دولة. أما قسم جلوه‌گاه شرق فيضم 12 فيلمًا من 18 دولة، وفي قسم چشم‌انداز يشارك 11 فيلمًا من 10 دول. كما يشهد قسم الزيتون المكسور مشاركة ثمانية أفلام من 15 دولة. أما القسم الخاص باستعراض السينما التركية، فيقام هذا العام برؤية شاعرية وإنسانية، ويشمل أربعة أفلام تركية. وفي قسم مهرجان المهرجانات ستُعرض خمسة أفلام من عشر دول. كما يشارك ثمانية أفلام إيرانية في مختلف أقسام المهرجان».

وبخصوص الأفلام الإيرانية، قالت: «تضمّ مشاركة هذا العام ثمانية أفلام هي: «او نمی‌خوابد» للمخرج رضا جمالی، «زمانی در ابدیت» لمهدی نوروزیان، «پل» لمحمد عسگری (في المسابقة الدولية)، «مرد آرام» لبهنوش صادقی، «ماهی در قلاب» لمحی‌الدین مظفر (في قسم جلوه‌گاه شرق)، «دو روی پاییز» لروناک طاهر (قسم چشم‌انداز)، «فرشته‌ها نمی‌میرند» لمحمدرضا ابوالحسنی (قسم الزيتون المكسور)، و«مرد خاموش» لأحمد بهرامی (قسم مهرجان المهرجانات)».

وسألَت كلاویج نادري من صحيفة «سازندگی» عن مستجدات المهرجان والسياسة الإعلامية وحضور الشخصيات البارزة في الدورات السابقة. وردّ حسيني قائلاً: «علينا أن نتذكّر أيّ فترة نمرّ بها. في عام 2015 كانت الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للبلاد مختلفة تمامًا عما هي عليه اليوم. هذا العام نواجه ظروفًا أكثر تعقيدًا؛ من خروج الناس من طهران بسبب الحرب، إلى قضية الـ”سناب‌بک”. كثيرون كانوا يعتقدون أنّ الحرب ستندلع مجددًا. في مثل هذا المناخ، بذلتُ وزملائي في طهران وشيراز جهدًا كبيرًا لإقامة مهرجان يليق بالجميع. هدفنا كان الحفاظ على سمعة المهرجان وتقديم نسخة محترمة منه».

وأضاف: «سياستنا الإعلامية مرتبطة أيضًا بهذه الظروف، إلى جانب ضيق الوقت. فالمهرجان الدولي يحتاج عادةً إلى فترة طويلة من التحضير، لكننا في هذا الوقت القصير اعتمدنا على لطف الله وتعاون زملائنا. ما تمّت دعوته وقبوله هو جدير بالاهتمام. الإعلام يلعب دورًا أساسيًا في نقد الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي. ونأمل أن نتمكن في العام المقبل، وفي ظل ظروف أفضل، من تلافي نقاط الضعف».

سألت برستو فرهادی من وكالة «إيسنا» عن رئيس لجنة التحكيم وآلية الإشراف على الأعمال. وأوضح حسيني: «دعونا نوري بيلغه جيلان ليكون ضمن لجنة التحكيم، وسيحضر من يوم الافتتاح في شيراز. الأفلام المشاركة مرّت بالمسار الطبيعي لأي مهرجان، ولم تكن هناك ملاحظات رقابية تستدعي تدخّلي بصفتي عضوًا في لجنة الإشراف. رؤيتنا شاعرية، وهذا وحده يزيل الكثير من العقبات. كما أن جدول المهرجان وقائمة الأعمال قد أُغلقت مسبقًا».

وسألت نرجس كياني من «خبرآنلاين» عن مشاركة فيلم «صدای هند رجب». وقال حسيني: «أجرينا مفاوضات جيدة مع الموزّع وسارت الأمور بصورة إيجابية، لكن بسبب خبرٍ تمّ نشره، منع المنتج الأميركي للفيلم مشاركته. هذا العام واجهنا قيودًا في نشر الأخبار، وفي ما يخصّ الضيوف والأفلام، وعلينا أن نكون أكثر حرصًا كي لا تحدث مشكلات. نأمل عرض الفيلم في وقتٍ وظرفٍ آخر، علمًا أن هناك أعمالًا أخرى تحمل الموضوع ذاته وتشارك في المهرجان».

وأضاف حسيني: «لدينا 200 ضيف من دول مختلفة، وحضورهم خطوة مهمة لإنهاء عزلة إيران الثقافية. هناك من لا يرغب في قدوم المخرجين الأجانب إلى إيران أو في مشاهدة الأفلام الإيرانية الحاصلة على التراخيص في المهرجانات الدولية. هذا المهرجان يمكن أن يشكّل خطوة جادّة لمواجهة هذه المحاولات».

من جهته، سأل كاميار إقبال من إحدى وسائل الإعلام التركية عن عام الثقافة الإيراني–التركي والتعاون بين البلدين. فقال حسيني: «بسبب عام الثقافة بين إيران وتركيا، سنقيم هذا العام قسمًا خاصًا لعرض أعمال تركية. وسيكون عدد الضيوف الأتراك أكبر من غيرهم، كما سنعقد جلسة يشارك فيها أساتذة من إيران وخارجها. التعاون السينمائي بين البلدين مهمّ لنا، ونسعى لإحياء الاتفاقية التي وُقعت قبل سنوات بين وزارتي ثقافة البلدين من أجل تنفيذ إنتاجات مشتركة. كما عقدت لقاءات مع السفير التركي، ونأمل نتائج إيجابية».

وسأل مهیار جوادي‌فر من «سينمای نو» عن اختيار شيراز لاستضافة المهرجان وتقليص حضور وسائل الإعلام. وأكد حسيني: «لا تُنشر الأخبار إلا عندما تكون نهائية. الوزير الدكتور صالحی يؤكّد منذ سنوات على اللامركزية لأن إيران ليست طهران وحدها. نقل الفعاليات الثقافية إلى مدن تمتلك القدرات خطوة صحيحة. شيراز كانت تملك البنى التحتية اللازمة، والرؤية الشاعرية للمهرجان شجّعتنا أكثر على هذا الاختيار. هذه أول تجربة، ومن الطبيعي وجود بعض المشاكل، لكن الإقبال كان جيدًا ونأمل بخبرة الزملاء المحترفين أن نقلّل الأخطاء».

وأضاف حسيني أنّ «مستوى الأعمال مقبول وقد تضمّ العديد من المخرجين الجدد. المهرجان الدولي يساهم من خلال هذه الفرصة في إبراز المواهب. كما أن شركات أجنبية ستحضر سوق المهرجان، وهو ما يمنح السينما الإيرانية فرصة للظهور».

وسأل أميرحسین أشرفي من وكالة «بانا» عن وجود الضيوف في المدينة ودور ذلك في كسر الصورة النمطية عن إيران. فأجاب حسيني: «في شيراز سيجري عرض بعض الأفلام، مثل أفلام قسم مهرجان المهرجانات والأعمال الإيرانية، في مجمّع تاروخ للعامة. أما في ما يتعلق بالسياحة، فمن الطبيعي أنه لا يمكن زيارة شيراز دون رؤية معالمها التاريخية. جزء من برنامج الضيوف مخصص للزيارات الثقافية. لدينا أكثر من 200 ضيف أجنبي، وكل واحد منهم يحمل قدرة إعلامية مؤثرة».

وأضاف: «يشارك معنا حسن معجوني، وإيرج طهماسب، وهمايون أسعديان، ومنوشهر شاهسواري، وهذا المزيج من أصحاب الخبرة يساعد في إقامة مهرجان عالي الجودة. كما دعونا عددًا من الشخصيات البارزة في السينما الإيرانية».

وسأل محمدرضا كاظمي من وسيلة إعلام «رها» عن ميزانية المهرجان ودور محافظة فارس. وقال حسيني: «مساهمة محافظة فارس كانت كبيرة، وأتقدم لهم بالشكر. فقد تكفلت المحافظة بجزء كبير من النفقات، بما في ذلك الإقامة والرحلات الدولية والضيافة، فيما تغطي منظمة السينما باقي التكاليف العامة».

وفي ختام المؤتمر، شكر حسيني رائد فريدزاده، ومنظمة السينما، ومؤسسة فارابي، ومحافظتي فارس وبلديتها، وكذلك شركة «همراه أول» الراعية لهذا اللقاء.