وبحسب المركز الإخباري لمتحف السينما الإيرانية، شهدت السينما في إيران بعد الثورة الإسلامية تغييرات واضحة وجذرية في النظرة إلى المرأة وتمثيلها على الشاشة، وهي تغييرات يمكن تلمّسها من خلال مقارنة أدوار ومكانة النساء في الأفلام قبل الثورة وما بعدها.وخلال العقدين الماضيين، ارتفعت نسبة المخرجات الإيرانيات إلى مستوى يفوق نظيراتهن في معظم الدول الغربية.
وكانت أفلام الجيل الأول من المخرجات في الثمانينيات ذات طابع اجتماعي غالبًا، وهو ما يُعزى إلى ظروف الدفاع المقدس آنذاك، حيث تعاملت النساء مع القضايا بروح الأمومة والمسؤولية.
كما شكّلت التلفزيون وإنتاجاته المتنوّعة ساحة بارزة لهذا الجيل الأول من المخرجات، وهو الجيل الذي يعتبره كثير من النقّاد الأفضل من حيث جودة الأعمال، إذ نادرًا ما استطاعت المخرجات لاحقًا تكرار نجاحات تلك المرحلة.
وفي حين لم يشهد عقد التسعينيات بروز أسماء عديدة جديدة، إلا أنّ نسبة دخول النساء إلى مجال الإخراج بقيت مماثلة لما كانت عليه في الثمانينيات.
أما في العقد الأول من الألفية الجديدة، فقد شهدت السينما الإيرانية زيادة ملحوظة في عدد المخرجات إلى درجة رجّحت كفة النساء بين الوافدين الجدد.
ومع نهاية هذا العقد، سجّلت أكثر من 800 مخرجة أسماءهن للمشاركة بأعمالهن في مهرجان «بروین اعتصامي»، وهو ما يشير إلى أن عدد المخرجات الإيرانيات خلال ثلاثين عامًا بعد الثورة بلغ رقمًا يفوق مجمل عدد المخرجات في تاريخ السينما العالمية.واستمر هذا النمو في العقد الثاني من القرن الحالي، حيث برز حضور النساء أيضًا في مجالات كتابة السيناريو، والمونتاج، والإنتاج، وغيرها. كما حظيت الممثلات الإيرانيات في فترة ما بعد الثورة بمساحة جديدة لم تكن متاحة في السابق، مكّنتهن من تقديم صورة مستقلة وعفيفة للمرأة الإيرانية، وكتابة حضور مميز على الساحة العالمية.
وأشاد البيان بدور الممثلات الراحلات اللواتي تركن بصمة لا تُنسى في السينما الإيرانية، مؤكّدًا أن مكانهن سيبقى خاليًا في مثل هذه المناسبات. كما دعا الممثلات وصانعات السينما اليوم إلى الثقة بأنهن ثروة لا تقدّر بثمن لفن هذا الوطن، وأن كل مشهد يقدّمونه يزيد من غنى المتحف الكبير لتاريخ السينما الإيرانية.
فسينما إيران، كما جاء في البيان، لن تكتمل من دون «جوهر المحبة» الأمومي والأخوي الذي تمنحه النساء، وهنّ من يضفين معنى مضاعفًا على قدسية البيت والعائلة.
وخُتمت الرسالة بعبارة:
«دام فنّكن مزدهرًا، ويوم المرأة مبارك عليكن».