وبحسب ما أفاد به موقع متحف السينما الإيرانية، فإن «آبی و رابی» هو أيضًا أول فيلم كوميدي إيراني، وقد عُرض للمرة الأولى يوم الجمعة 12 دي 1309 هـ.ش(2 يناير 1931) في الساعة الثانية بعد الظهر في سينما ماياك.
تدور أحداث الفيلم حول شخصيتين هما آبی (محمد خان ضرابي) ورابی (غلام علي خان سهرابيفرد)، في إطار كوميدي يعتمد على المواقف الطريفة والمبالغة الجسدية. من بين مشاهد الفيلم: عندما يشرب آبی الماء ينتفخ بطن رابی، وفي مشهد آخر يستلقي رابی تحت قماش ملفوف بينما يضربه آبی بمطرقة فيتحول إلى شخصية قصيرة ومسطحة. وفي مطعم «لقانطة» يطلبان دجاجًا، لكن الدجاجة تطير عند محاولة أكلهما لها.
وبعد سنوات، فُقدت النسخة الوحيدة من الفيلم إثر حريق سينما ماياك. وشارك في بطولة الفيلم كل من: محمد خان ضرابي، غلام علي خان سهرابيفرد، محمد علي قطبي، أمير أرجمند، أبو القاسم آتشي، مدام سيرانوشت، آوانس أوغانيانس، أحمد دهقان، عباس طاهباز وكاظم سيار. وتولت ساكورا ليدزه إنتاج الفيلم، بينما قام بتصويره خان بابا معتضدي، أول مصوّر سينمائي في إيران.
وُلد آوانس أوغانيانس عام 1279 أو 1280 هـ.ش(1901)، وبحسب روايات مختلفة في عشق آباد (تركمانستان حاليًا) أو في مشهد. درس التجارة في طشقند، والحقوق في عشق آباد، والسينما في موسكو. وفي عام 1308 هـ.ش (1930) هاجر إلى إيران برفقة ابنته زِما، التي شاركت لاحقًا في فيلم «حاجي آقا آكتور سينما».
وفي عام 1309 هـ.ش (1931) أسس في طهران أول مدرسة سينمائية في إيران تحت اسم «دار تربية فناني السينما»، وفي العام نفسه كتب وأخرج ومثّل وحرر فيلم «آبی و رابی» الذي يُعد أول فيلم في تاريخ السينما الإيرانية. وقد صُوّر الفيلم في الهند، واعتمدت فكرته على مشاهد مقتبسة من أفلام أجنبية، إلا أنه لاقى استقبالًا واسعًا من الجمهور الذي كان يشاهد لأول مرة فيلمًا إيرانيًا.
لاحقًا، أسس أوغانيانس عام 1311 هـ.ش (1933) استوديو «برس فيلم»، وأنتج فيلمه الثاني «حاجي آقا آكتور سينما» عام 1312 هـ.ش (1934). كما أنجز فيلمن آخرين هما «الفارس الأبيض» و«انقلاب 1299». وتوفي آوانس أوغانيانس عام 1340 هـ.ش ( 1962)عن عمر ناهز 61 عامًا.